التحقت بالمدرسة في عام 1402 هــ وكان عهدي بدء بالمدرسة القديمة, كان اول يوم هو صورة من صور للضياع لا تعلم لما انت هنا وماذا يجب ان تفعل, اول المفاجأت كان الطابور الصباحي وتلك التمارين الغامضة وتحية العلم العجيبة.
ثم ذلك الفصل العجيب الذي يطل على مزرعة مبارك بن حمرين اعجب ما فيه الشبابيك كان ارتفاعها بنفس ارتفاع الطاولات كنت تشاهد مزرعة بن حمرين وانت على الطاولة.
وتزيد المعاناة فترة الفسحة فليس معنا فلوس مما يحدوك الى الرجوع الى خبزة البيت التي رشحت من الكيسة التي وضعت بها واصبحت تتصبب ماءا, وترى ابناء المعلمين واكثرهم من الجنسية الفلسطينية يحضرونا معهم انواع من الخبز والسندويتشات لا نعرف اسمها ولم نرى مثلها من قبل, والتي تبين لنا بعد ان كبرنا انه يطلق عليها سندويتشات الزعتر.
اكثر ما دعاني للفضول هو تللك التنكة التي كان الاستاذ سليم (رحمه الله) يهتم بها كل صباح ويشعل النار تحتها ولا اعلم ما السر وراء هذه النار والتي تبين لي انه كان يسلق البيض في هذه التنكة العجيبة لكي يبيع البيض في الفسحة.
كان اول مشادة لي او (مخانقة) مع سعيد بن عبدالله بن فواز وطامي بن علي لا اذكر ما سبب المخانقة ولكن ما اذكره هو انها انتهت الى لا شئ.
وتمضي السنين بالبركة فلا اعلم ما الذي ادرسه ولا اعلم كيف انجح.
حتى اتى يوم الرحيل حينما صدر مرسوم مدرسي بتوقيع الاستاذ فاهد بمغادرة المدرسة القديمة الى المدرسة الجديدة. وكان يوما شاقا حيث أنني كنت في الصف الرابع الابتدائي, فكان يجب على كل طالب ان يحمل طاولته وكرسيه الى المدرسة الجديدة, وياله من مشهد ويذكرك بالنمل حينما يمشي في خط مستقيم يحمل قطع الخبز.
..
..
..
يتبع