مخلوق مكروه ارتبط اسمه بـ الغدر والخبث والمكر والشراسة ؟!
إنه الذئب !!
كلنا عرفنا منذ طفولتنا قصة
(( ليلى و الذئب))
وأثرت بنا كثيراً وصرنا نربطها دائما بكرهنا للذئب
إضافةً لقصص كثيرة عن الراعي والذئب .. والخرفان الثلاثة والذئب ..
وغيرها من تلك القصص الشهيرة عن مكر وخبث الذئب
ناهيك عن الفيلم الشهير
(( الرجل الذئب )) أو المستذئب الذي يتحول فيه إنسان إلى وحش مخيف ذئبي كلما ظهر بدر منتصف الشهر القمري !!
ربما قصة وحيدة جعلت من الذئب في أعيننا بطلاً هي حكاية
( ماوكلي فتى الأدغال ) الذي تربى بين الذئاب وصار الإنسان الذئب الشجاع !!
واليوم يدافع الذئب عن نفسه فماذا سيقول ياترى ؟
القاضي : أيها الذئب أنت متهم
بـ المكر والخبث والوحشية وبأنك أخفت البشر وسببت لهم الكثير من الذعر وهاجمت قطعانهم وماشيتهم وأتعبتهم كثيراً .. فما هو ردك ؟؟
الذئب : سيدي القاضي أنا بريء ومظلوم صدقني
القاضي متعجباً و ساخراً : ههههه
أنت بريء ؟!
ومن المذنب إذاً ؟
الحمل الوديع الذي أكلته ؟!!
الذئب : أعترف ياسيدي القاضي أنني آكل الحملان والماشية
ولكن هذا قدري وهذا هو ما أراده الله لي ومن حقي أن أعيش وإن لم آكل لن أعيش !!
القاضي : ولكنك تتخذ أساليب ملتوية في كسب رزقك !!
الذئب : أنــا ؟؟!!
دعني أسألك سؤالاً سيدي القاضي هل سمعت يوماً أن ذئباً سرق ؟؟
أو أكل مال أخيه الذئب أو نصب عليه أو ظلمه ؟
هل سمعت عن ذئب يهاجم بلداناً ويقتل أهلها ويحتل أرضهم بإسم الديمقراطية والحرية ؟!
هل سمعت عن ذئب نهب خيرات قارة كاملة وجعلها جائعة ومريضة ؟!
القاضي بارتباك : لا لم أسمع بهذا
الذئب : هل سمعت عن ذئب يغش أخاه ويضع الماء في اللبن والحليب
ويضع البضاعة الجيدة فوق وما تحتها كله فاسد ؟!
القاضي : لا
الذئب : هل سمعت بذئب يخدع فتاة مسكينة ويوهمها بأنه يحبها وهو يتسلى بمشاعرها ويتكلم مع عشرات الفتيات بنفس اللهجة ويفكر فقط بالحصول على فتاة بريئة مخدوعة تسلم جسدها إليه ؟!
القاضي : في الحقيقة لم أسمع بذلك أبداً !!
الذئب : وهل سمعت بذئب يعطل مشاغل الناس ويأخذ الرشاوى ويأكل الربـا ويظلم الناس ؟!
القاضي بعصبية : لا لم أسمع
ولكنك خرجت عن الموضوع ولم أفهم ما ترمي إليه بعد ؟!
الذئب : يا سيدي القاضي
أنتم البشر دائماً تتهربون من الاعتراف بجرائمكم وذنوبكم وخبثكم ومكركم وتلصقونها بي أنا الذئب المسكين !!
هل تذكر كم كذب الراعي باسمي حتى أكلته غضباً من كذبه ؟
أنتم تلصقون كل التهم بي مع أنني ذئب أعيش مع قطيع من الذئاب نخرج للصيد في أوقات محددة ونصطاد غزالاً أو غزالين لا أكثر و لسنا طماعين مثلكم !!
لا نبحث عن نفط ولا ذهب ولا ثروات
لا نأكل حتى التخمة كما تفعلون، نأكل فقط لنشبع
ونقتل لنأكل كي نعيش .. أما أنتم فتقتلون بعضكم البعض دون سبب وبدم بارد وبالآلاف والملايين بلا رحمة ولا شفقة !!
وهنا شعر الحضور بـ الخجل من أنفسهم .. حتى القاضي عاش نفس الشعور !!
لكن ...!!
القاضي كابر وقال غاضباً :
وهل لديك أي دليل على أقوالك ؟
الذئب بثقة : نعم لدي دليل قاطع ومن القرآن الكريم !!
القاضي مستغرباً : إياك أن تكذب على القرآن أيها الذئب !!
الذئب : صدقني لدي الدليل ومن كلام الله تعالى وفي سورة من سور القرآن الكريم
وهي (( سورة يوسف ))
ألم يلقي إخوة يوسف أخاهم يوسف عليه السلام في البئر وألصقوا التهمة بي ظلماً وعدواناً ؟
ألم يكذبوا على سيدنا يعقوب عليه السلام وقالوا : بأنني أكلت سيدنا يوسف ؟؟؟
قال تعالى : بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(( قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ﴿١٧﴾
وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ))
وهنا طأطأ البشر رؤوسهم وخجلوا من أنفسهم ومن ما سمعوه
وعندها فقط ظهرت براءة الذئب !!