خيمت حالة الترهل البدني التي صاحبت فريقا الاتحاد والهلال من بطولة دوري زين ، على المستوى العام لكلاسيكو الكرة السعودية الذي جمع العميد بالزعيم اليوم على ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة في إفتتاح بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال في نسخته الخامسة .. فتعادل الفريقان 2-2 ، تقد للهلال أحمد الفريدي عند الدقيقة السابعة ، وتعادل المصري حسني عبدربه للاتحاد في الدقيقة 24 ، وعاد عبدربه وسجل هدف التقدم للاتحاد عند الدقيقة 55 ، إلا أن متابعة سالم الدوسري أهدت الهلال هدف التعادل عند الدقيقة 83 ، لينتهي اللقاء بالتعادل ، وطرد لاعب الاتحاد إبراهيم هزازي ببطاقتي صفراوين .
وكطبيعة مباريات الكلاسيكو .. خالف الهلال التوقعات وخطف المبادرة المعنوية من خلال تطبيق عملية الإستحواذ على الكرة والضغط المبكر على كل من امتلك الكرة من الفريق الاتحادي الذي أظهر حالة من التوهان وعدم الثبات الإنفعالي والتي صاحبته طويلاً بسبب اختفاء اللاعب القائد الذي يقوم بدور التهدئة للاعبين والوقوف على الكرة لتنظيم صفوف فريقه .
في الوقت الذي بدأ يكشف فيه الهلال عن أوراقه التكتيكية ، من خلال تكوين جبهتين هجوميتين ، الأولى ناحية اليسار بقيادة نواف العابد ومن خلفه سلمان الفرج ، ومن العمق أحمد الفريدي ، وعلى الجانب الأيمن تولى سالم الدوسري قيادة العمليات العرضية الهجومية ، وسانده من الخلف سلطان البيشي ، ومن العمق عادل هرماش ، لجأ الاتحاد إلى الإنكماش والكفاح الفردي لإيقاف هذا الزحف الهلالي المبكر.
وبعد 7 دقائق فقط ، ونتيجة الحركة الدورانية التكتيكية للاعبي خط وسط الهلال والتي أربكت تمركز دفاع ووسط الاتحاد ، تمكن هرماش من تمرير كرة طولية في المساحة الخالية وسط دفاع الاتحاد ، فانفرد بها الفريدي و" غمزها " بمهارة من فوق حارس الاتحاد مبروك زايد مسجلاً هدف السبق الهلالي .
لم يستفق لاعبو الاتحاد قبل مرور ربع ساعة من اللقاء، طالبت خلالها جماهير العميد كثيراً بالإستفاقة لمجاراة إستحواذ المنافس العتيد زعيم الأندية السعودية .. ومن تطبيق أولى عمليات الضغط على لاعبي خط وسط الهلال ، بدأ يظهر دور المحترف المصري حسني عبدربه في صفوف الاتحاد ، عندما تولى مسؤولية صناعة اللعب ، فمرر كرة حريرية وضعت المحترف المغربي محمد عبدالغني فوزي في موقف الإنفراد بحارس الهلال حسن العتيبي ، فسدد فوزي في أحضانه مهدراً أول فرص الاتحاد للتعادل .. لكن هذه الفرصة أعلنت عن دخول جاد للاعبي الاتحاد في أجواء الكلاسيكو .
إستجابة خط وسط الهلال للصحوة الاتحادية بتراجعه للدفاع ، مكن نمور جدة من مواصلة الضغط الحماسي ، والتعامل مع الكرات الطولية وسط دفاع الهلال ، حتى حصل نايف هزازي على ركلة حرة مباشرة تقدم لها المخضرم عبدربه وسددها متقنة على يسار العتيبي محرزاً هدف التعادل للاتحاد عند الدقيقة 24 من عمر اللقاء .
بالرغم من إستكانة الأداء الهلالي أمام الهياج الاتحادي ، لم يستطع كلا الفريقين من إحداث أي تغيير في رتم الدقائق المتبقية من عمر الشوط الأول ، ولعل جهود عبداللطيف الغنام وعادل هرماش في مركزي الإرتكاز الهلالي مع صلابة قلبي الدفاع ماجد المرشدي وعبدالله الزوري .. وفي المقابل تمكن سعود كريري مع معن الخضري لاعبا ارتكاز الاتحاد من التصدي لصناعة اللعب الهلالية .. كل هؤلاء ذهبوا بالشوط نحو التعادل بين الفريقين حتى نهايته .
مع بداية الشوط الثاني، أخرج مدرب الاتحاد لاعب الوسط عبده عطيف ، وأشرك بدلاً منه هتان باهبري ليفتح به الجبهة اليمنى ويلزم زميله المدافع الأيمن إبراهيم هزازي بالإلتزام بواجباته الدفاعية فقط .
وبعد مرور الدقائق التي شهدت مناوشات هجومية هلالية أفسدها ضعف تمركز رأس حربته يوسف العربي ، إستطاع باهبري أن يقوم بدور الجناح الأيمن وينطلق ناحية اليمين ليمرر كرة عرضية ولا أروع على رأس حسني عبدربه الذي تعامل معها بخبرة الكبار وحولها إلى أقصى اليسار برأسه محرزاً هدفه الثاني والتقدم للاتحاد .
بنزول العقل المفكر وصانع الألعاب الهلالية محمد الشلهوب بدلاً من الفريدي ، عاد الهلال للسيطرة والتقدم التدريجي من الخلف للأمام بشكل سليم ، وحاصر الاتحاد في منتصف ملعبه ، فيما مال أداء العميد للدفاع وتضييق المساحات أمام التمريرات الهلالية الهادفة للغزو نحو مرمى زايد .. وفي الوقت الذي ظن البعض أن نتيجة اللقاء تتجه نحو أبناء الأرض ، خاصة عندما كان في استطاعة هزازي إحراز هدف فريقه الثالث عند الدقيقة 78 ،عندما انفرد بالمرمى وركز في الحصول على ركلة جزاء من مدافع الهلال بدلاً من ايداع الكرة في الشباك، فسددها متأخراً في أحضان العتيبي.
لم يتراجع الهلال وركز على الضغط من كل اتجاه مستغلا حالة التراجع الفني والذهني والبدني عند لاعبي الاتحاد ، فكان له ما أراد وأحرز هدف التعادل عند الدقيقة 83 عندما استغل سالم الدوسري الخطأ المركب بين قلبي الدفاع المنتشري ومشعل السعيد ، وغمز الكرة في المرمى لحظة خروج زايد ووسط دهشة جماهير العميد السعودي .
بعد هدف التعادل الهلالي، لم يستفق الاتحاد وكاد أن يخسر اللقاء ، خاصة بعد أن مارس ظهيره الأيمن إبراهيم هزازي هوايته في اللعب الخشن، ونال البطاقة الصفراء الثانية وطرد من المباراة قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة ، ليعلن الحكم العواجي انتهاء اللقاء بتعادل الفريقين بهدفين لكل منهما .