إذا افتخرت أمم الشرق والغرب بأنظمتها وقوانينها ودساتيرها فإننا ـ أمة الإسلام ـ نفتخر بأعظم دستور وأعظم منهاج.
نفتخر بكتاب الله الذي هو عزنا ومنبع فخرنا وأساس قوتنا وسبب هيبتنا وعامل سعادتنا ورخائنا ،عليه الحكم والتحاكم ومنه الاستمداد والتشريع.
القرآن دستور البشرية الذي يؤثر على إيمان المسلم ويقينه وصلاحه وقد قال رسولنا الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ:
(الكيس من دان نفسه , وعمل لما بعد الموت ,والعاجز من اتبع نفسه هواها ,وتمنى على الله )
وهذا يؤكد أثر القرآن في تهذيب النفوس فأنار الطريق وأضاء الدرب لكل صاحب همه وراغب بالخير ...من قرآن وعلم نافع وعمل صالح ومن هنا تأتي دعوة العلماء بالإكثار من تلاوة القرآن وتعليمه لأنفسهم ولأبنائهم إذا أرادوا الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة ....
قال ابن عباس_ رضي الله عنهما _(أن الله ضمن لمن حفظ القرآن وعمل به أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة لقوله تعالى (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ) )....
وقال الليث رحمه الله :ما الرحمة إلى احد بأسرع منها إلى مستمع القرآن لقوله تعالى
وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون )....
وعن نافع بن عبد الحارث أنه لقي عمر_ رضي الله عنه_ بعسفان وكان عمر يستعمله على مكة فقال :من استعملت على أهل الوادي ؟؟!!
فقال: ابن أبزى
قال: ومن ابن أبزى؟؟!!
قال: مولى من موالينا
قال: فاستخلفت عليهم مولى ..
قال: أنه قارىء لكتاب الله عز وجل ..وأنه عالم بالفرائض ..
فقال عمر:أما أن نبيكم صلى الله عليه وسلم كان قد قال : ( إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين )..
فحامل القرآن أولى الناس بالإمامة لما يحمله من الصفات الخيرة التي يستحقها وتفضيله على غيره نتيجة فضله ومنزلته..
إن حفظ القرآن سبب لرفعة الدرجات في الدنيا والآخرة وحافظه مع السفرة البررة الكرام وينال ظل الله يوم لا ظل إلا ظله حيث ذكر منها ( وشاب نشأ في عبادة الله )..وهو سبب لاستقامة المسلم والمسلمة في بقية حياته حين ينشأ على حفظه منذ صغره ويكون ذلك سبباً لحفظه وسائر دينه .......
فهيا أحبتي لنشمر عن ساعد الجد ...ولننوي من اليوم حفظ كتاب الله العظيم والتفقه فيه. ناهيك اننا مقبلين على شهر فضيل هو شهر القرآن ..وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى وجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همومنا وذهاب أحزاننا ....اللهم آمين..........
دمتم الى الله اقرب