المقال منقول ..
في بداية مقالي سوف استعرض حالة مرضية لمريض زارنا في عيادة الجهاز الهضمي.
حالة مرضية :
عبد الرحمن معلم ، يبلغ من العمر أربعين سنة ، يشكو من حرقة وسط الصدر منذ ستة أشهر ، تتكرر عليه مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا ، زادت معاناته بكحة مستمرة وتغير في الصوت ،استيقاظه من النوم متكررا بسبب الشرقة ،أتى للعيادة طلبا للعلاج ، فشخص على أن شكواه هي استرجاع المريء الحمضي .
ما هو المريء (esophagus)؟
المريء هو أنبوب عضلي، يقع خلف القصبة الهوائية، ينقل الطعام من الفم إلى المعدة .
ماهي شكوى عبد الرحمن ؟؟
هي ارتجاع حمض المعدة إلى المريء ، وربما يرتفع الحمض إلى أعلى الحلق و الأحبال الصوتية والوصول إلى الجهاز التنفسي .
وهذا ما جعل عبد الرحمن يشكو من كحة وتغير في الصوت
ما هي أعراض الاسترجاع ؟
-حموضة :هي شعور بحرقة في وسط الصدر قد ترتفع إلى أعلى الحنجرة في بعض الأحيان ، وذلك بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع .
وهناك أعراض أخرى تعتبر أقل حدوثا ، مثل :
-آلام في الصدر.
-تغير في الصوت .
-ألم في الحلق .
-كحة مزمنة .
-ارتجاع الطعام إلى الفم .
وهناك أعراض نادرة ولكنها ذات خطورة مما يحتم إخبار الطبيب عنها :- صعوبة البلع.
- نقص الوزن .
- الاستفراغ المتكرر.
- نزيف ( استفراغ دم أو خروج دم أحمر أو أسود عن طريق البراز ) .
وقد سأل المريض عبد الرحمن الطبيب عن مدى انتشار مرضه ، وما هي أسبابه ؟.
فرد عليه طبيبه : أثبتت دراساتنا أن حوالي أربعين بالمائة من الناس يعانون من الحرقة أسبوعيا ، ويكون شديدا ل عشرة بالمائة من السكان .
أما أسبابه :
السبب الرئيس
:
ضعف وارتخاء للعضلة القابضة أسفل المريء وهي ما تسمى بعضلة الفؤاد ( صمام المريء السفلي) . ويعود سبب ارتخاء العضلة الى :
-عيب خلقي .
-نتيجة لمرض آخر كالحساسية أو لفتق فم المعدة أو مرض عصبي .
-استخدام أدوية :كالنيترات وخافضات ضغط الدم كمعوقات قناة الكالسيوم ومركبات البروجسترون .
لكن يا عبد الرحمن بالوضع الطبيعي الصمام منقبض لا يسمح بارتجاع الطعام ، لكنه لا يكون مرتخياإلا عند بلع الطعام .
-عند النساء يكثر أثناء الحمل .
-عادات المريض الغذائية : كالتدخين وشرب الكافيين و أكل الوجبات الكبيرة
.
هل لهذا المرض مضاعفات ؟؟
إذا لم يتم علاجه فانه قد يسبب :
- التهابات متكررة في الحلق تغيرات في اللسان و الأسنان وتغير الصوت .
- تغيرات في الجهاز التنفسي مثل السعال المزمن والربو الشعبي .
- التهاب مزمن أو تقرحات في المريء قد تؤدي إلى تضيق وانسداد المريء مما يسبب صعوبة البلع ومريء باريت .
-التجشؤ والشرقة الموقظة من النوم .
وفي حالة استمرار شكواك سنين طويلة دون متابعة طبية فستزيد احتمالية الإصابة بأورام المريء أكثر من الشخص العادي لأن أنسجة المريء تتغير بالحامض .
تشخيص هذه الحالة
عادة يتم التشخيص بالتحدث إلى المريض وفحصه دون الحاجة لعمل تحاليل أو أشعة .
لكن يتحتم إجراء تنظير في الحالات التالية :
الحرقة المزمنة أكثر من خمس سنوات .
وجود ألم أثناء البلع.
وجود صعوبة في مرور الطعام في المريء مما يؤدي إلى احتباس اللقمة في المريء.
وجود آلام شديدة في الصدر مجهولة المصدر (وقد ثبت بالفحص أن لا علاقة لها بالقلب).
نقص الوزن غير المبرر.
وجود فقر الدم غير المبرر.
القيء المستمر.
فقدان الشهية .
فهل يحتاج عبد الرحمن للتنظير ؟؟؟؟؟؟
كيف نعالج عبد الرحمن من الارتجاع ؟؟؟
نبدأ بتغيرات في عاداته الغذائية :
تجنب الأغذية الغنية بالدهون والمشبعة بالتوابل والاغذية المقلية و الشوكولاتة والقهوة والطماطم وشرب النعناع
.
(في أخر مقالتي سوف أذكر السبب في تجنبها ....... فكروا ...دعوة للتفكير والعصف الذهني).
-لا تأكل الوجبات الكبيرة ولكن كل وجبات صغيرة متفرقة .
-لا تنم بعد الأكل مباشرة ، وليكن هناك ثلاث ساعات بين الأكل والنوم .
-شرب الماء بعد كل وجبة ، فالماء يشطف الحمض من المريء ويخفف تركيزه .
-التخلص من الضغوطات النفسية والتوتر .
-الاكثار من الفواكه والخضار .
-مضغ اللبان بعد الأكل لإفراز اللعاب مما يخفف الحموضة .
تخفيف الوزن.
الامتناع عن التدخين وشرب المنبهات.
تغيير وضعية النوم : حاول أن ترفع رأس السرير قليلا أثناء النوم بحيث يكون أعلى من باقي
الجسم .
]
لا ترتدي الملابس الضيقة حتى لا تسبب في ضغط على المعدة .
العلاج بالأدوية :
تؤدي إلى تثبيط إفراز حمض المعدة ومن أهمها:
مثبطات مضخة البروتون تؤخذ قبل الإفطار بنصف ساعة .
وتتميز هذه المثبطات بفاعليتها حيث إن أكثر من 90 بالمائة من المرضى يستجيبون للعلاج .
ومازالت تساؤلات عبدالرحمن مستمرة حول العلاج
هل من الممكن الشفاء من الارتجاع؟؟
في حالة استمرار الحموضة ستحتاج إلى أخذ الأدوية مدى الحياة .
وهناك حلول أخرى :
إجراء عملية ربط لعضلة الفؤاد وهي ناجحة بنسبة أكثر من 90% وتغني عن الأدوية.
العلاج عن طريق المنظار وهي تشفي من المرض باذن الله.
متى يلجأ الأطباء للعلاج الجراحي ؟؟؟
في حالتين عند
:
عدم الاستجابة للعلاج الدوائي.
عدم رغبة المريء أخذ العلاج لفترات طويلة .
هل احتاج الى قياس الحموضة ؟؟
في حالة عدم الاستجابة الى العلاج أو في اذا احتاج التدخل الجراحي وكذلك في بعض الحالات غير الواضحة .
ويتم قياس تركيز حموضة المريء عن طريق وضع أنبوب في المريء لمدة 24 ساعة.
اضاءة طبية
يتسبب النعناع والمشروبات الغازية بارخاء عضلة الحجاب الحاجز وصمام الفؤاد (المريئي السفلي ).
وكذلك تسبب الوجبات الثقيلة والحمل ضغط على الحجاب الحاجز .
المراجع :
-سلسلة مطويات التثقيف الصحي لوحدة الجهاز الهضمي بمستشفى الملك خالد الجامعي - استرجاع المريء الحمضي .
- مقال ارتجاع المريء للدكتور عمرو درة .
تقبلوا مجهودي
أخوكم .. عذب الصفات