قال تعالى:
{ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى }
(طه: 17-18)
قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره الجامع لأحكام القرآن(11/187-189):
سئل قوم عن منافع العصا ، ومنهم ابن عباس
فقال:
- إذا إنتهيت إلى رأس بئر فقصر الرشا وصلته بالعصا.
- وإذا أصابني حر الشمس غرزتها في الأرض وألقيت عليها ما يظلني.
- وإذا خفت شيئا من هوام الأرض قتلته بها.
- وإذا مشيت ألقيتها على عاتقي وعلقت عليها القوس والكنانة والمخلاة.
- وأقاتل بها السباع عن الغنم.
وروى عنه ميمون بن مهران قال:
إمساك العصا سنة للأنبياء، وعلامة للمؤمن.
وقال الحسن البصري: فيها ست خصال:
- سنة للأنبياء
- وزينة الصالحين
- وسلاح على الأعداء
- وغم المنافقين
- وعون للضعفاء
- وزيادة في الطاعات
ويقال: إذا كان مع المؤمن العصا:
- يهرب منه الشيطان
- ويخشع منه المنافق والفاجر
- وتكون قبلته إذا صلى
- وقوة إذا أعيا
ولقي الحجاج أعرابيا فقال: من أين أقبلت يا أعرابي؟ قال: من البادية.
قال: وما في يدك؟ قال: عصاي: أركزها لصلاتي، وأعدها لعداتي، وأسوق بها دابتي،
وأقوى بها على سفري، وأعتمد بها في مشيتي لتتسع خطوتي، وأثب بها النهر، وتؤمنني من العثر، وألقي عليها كسائي فيقيني الحر، ويدفئني من القر، وتدني إلي ما بعد مني، وهي محمل سفرتي، وعلاقة أداوتي، أعصي بها عند الضراب، وأقرع بها الأبواب، وأتقي بها عقور
الكلاب، وتنوب عن الرمح في الطعان، وعن السيف عند منازلة الأقران، ورثتها عن أبي،
وأورثها بعدي إبني، وأهش بها على غنمي، ولي فيها مآرب أخرى، كثيرة لا تحصى.