بدأ الكاتب مقاله بقوله:
أعترف أنني أكتب هذا المقال وأنا تحت تأثير صدمة قوية من أن تصل حال بعض الدعاة الذين جمعوا جماهيريتهم وحب الناس لهم ومتابعيهم في "تويتر" من نعمة أنعم الله بها عليهم، وهي نعمة الإسلام "أعظم النعم"، ثم ميزهم بنعمة القدرة على حفظ القرآن وفهم تفسيره وسرعة استحضار معانيه ودلالاته، ووفقهم لدراسة العلم الشرعي وتعلمه على علماء كبار نذروا أنفسهم ومالهم ووقتهم ووقت راحتهم لتدريس العلم الشرعي -دون مقابل ولا منة!!-.
وتابع: بعد بلوغ درجات العلم أنعم عليهم بأن حل عقد ألسنتهم، ورزقهم قوة الحجة والإقناع وحب الناس لهم حبا في الله!!، تصل حالهم إلى أن يتاجروا بما آتاهم الله من هذه النعم، فيؤجروا أصواتهم وفتاواهم ونشر ما لديهم من علم على شركات اتصالات عبر وسيط يسمى نفسه "فقاعي" أو "ببلي" أو أي اسم كان، فالمهم أنه يبيع صوتكم أو حديثكم أو ما حباكم الله من علم أو ما أنعم به عليكم من حب "في الله ولا لشيء إلا لما أنعم عليكم من علم شرعي"، يبيعه "بالنقود" لمن يريد أن يسمع منكم ما أسمعكم إياه "مشايخكم" ومعلموكم "مجاناً" وبكل تواضع وصبر وأريحية، وقبل ذلك تضحية!!.
وتذكر الأحيدب المشايخ القدامى قائلاً: رحم الله من مات من شيوخكم ومعلميكم، وأطال الله عمر من بقي منهم ممن أمضوا الساعات الطوال في برامج إذاعية؛ مثل "نور على الدرب"، أو دروس يومية، أو محاضرات أسبوعية، أو كتابة الكتب وتأليف المجلدات لا يرجون من هذا كله غير وجه الله، فهل هذا جزاؤهم أن علموكم؟!.