هو النمرود بن كوش بن سام بن نبي الله نوح عليه السلام.
ادَّعى لنفسه الربوبية، وأمر الناس بالسجود له وعبادته من دون الله الخالق.
سمع "النمرود" ملك بابل العراق عن "إبراهيم" عليه السلام الذي دعا قومه
لعبادة الله الخالق، ولكنهم رفضوا وأصروا على عبادة الأصنام،
فما كان من "إبراهيم" عليه السلام إلا أنه حطم أصنامهم باستثناء كبيرهم؛ ليثبت
لهم أن هذه الأصنام لا تنفع ولا تضر؛ ليعرفوا أنها مجرد حجارة لا حول لها ولا قوة،
فكيف تحميهم وهم لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم فمن لا ينفع نفسه لن ينفع غيره.
فأعد قومه النار ليحرقوا فيها "إبراهيم" عليه السلام
جزاء ما فعله بآلهتهم، وتعجب النمرود كيف نجا "إبراهيم" عليه السلام
من النار التي أعدها قومه لتحرقه فنجاه الله بأمره.
لذلك أراد "النمرود" مناظرة "إبراهيم" عليه السلام ومجادلته في أمر ربه.
فسأله النمرود:- ماذا يفعل ربك هذا؟
قال إبراهيم عليه السلام: ربي يحيي ويميت..
قال النمرود:- وأنا أحيي وأميت.. وأمر حراسه بإحضار مسجونين محكوم عليهما
بالموت، فأطلق سراح أحدهما، وأمر بإعدام الآخر متصوراً أنه سالب روحه
وجهل أن الروح بأمر الله.
فقال له إبراهيم
إن كنت صادقاً، فأحْي الذي قتلته ،قال النمرود :- ماذا يفعل ربك أيضاً؟
قال إبراهيم عليه السلام
إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب..
فإن كلّ يوم صباحاً، تطلع الشمس من المشرق، وذلك من صنع الله تعالى..
فإن كنت أنت إلهاً، فاعكس الأمر، وائتِ بالشمس من طرف المغرب
"فبهت الذي كفر".
لم يرجع "النمرود" عن كفره وجهله وادعائه الربوبية وتسخير الناس لعبادته
حتى سلط الله عليه وعلى جيشه(جيش من الحشرات والناموس)
أكلت أجسامهم وشربت دمائهم.
أما "النمرود" فأرسل له الله جندياً من أصغر جنوده، فأرسل له ذبابة دخلت
إلى رأسه عن طريق أنفه، فكانت تزن في رأسه لا تسكت ولا تهدأ حتى يقوم
من حوله بضربة بالنعال على وجهه ورأسه..
وظل يعاني منها سنين طوالاً لا يموت فيها ولا يحيا جزاء من الله
وعقابا حتى مات ذليلاً من كثرة الضرب على رأسه.
وقصة "النمرود" والآيات التي نزلت فيه والنهاية التي انتهى لها تذكرنا بـ"فرعون"
الذي قال مثل "النمرود":- "أنا ربكم الأعلى"..
وتؤكد لنا النهايتان -حيث غرق "فرعون" وجنوده في البحر ومات "
النمرود وجنوده بالحشرات- أنها النهاية العادلة لمن ادعى لنفسه
ما لله، ولمن جهل أنه مخلوق وله خالق.. سبحان الله العظيم..