س: بعض المنتسبين إلى آل البيت يرون أنهم أرفع من غيرهم ، فيتعالون
على الناس ،ولايؤدون العبادات ، ويزعمون أن هذ ا لايضرهم ؛لأن
المسلمين يدعون لهم في صلواتهم ؛حيث فيها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آل بيته ... فهل زعمهم هذا صحيح ؟
ج: قال النبي صلى الله عليه وسلم ((لافضل لعربي على أعجمي ,ولا أسود على أبيض إلا بالتقوى ))
فمن كان تقياً صالحاً فله الفضل والأجر ,ولو كان عبداً حبشياً , ومن كان عاصياً أوكافراً أومبتدعاً فهو شقي خارج عن الطاعة ولو كان شريفاً
قرشياً , ولذالك قال الشاعر :
لعمرك ما الأنسان إلا بدينه ***** فلا تترك التقوى اتكالاً على النسب
فقد رفع الأسلام سلمان فارسٍ *** وقد وضع الشرك الشقي أبا لهب
وإذا كان كذلك فالذين يدعون أنهم من آل البيت لا يكتسبون بذلك شرفاً ولا فضلاً ولا رفعة ً إلا بالتقوى ؛ لقوله تعالى { إن أكـرمكم عند الله أتقاكم }[الحجر13]
فلا يجوز لهم الترفع والتكبر ،فمن تكبر على الله وضعه ،ومن ترك العبادات فقد كفر ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (( من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه )) وآل النبي صلى الله عليه وسلم هم أتباعه على دينه كما أن آل فرعون في قوله تعالى {أدخلوآ إل فرعون أشد العذاب } [غافر46] هم أتباعه على دينه ،
ولذلك قال الشاعر :
آل النبي هم أتباع ملتهِ **** من كان من عجم منهم ومن عرب
لولم يكن آله إلا قربتهُ **** صلَى المُصلي على الطَاغي أبي لهب
فلا يجوز الافتخار بالآبا والأجداد ،فلا ينفع الإنسان إلا عمله ,فإن اليهود يدعون أنهم من ذرية إسرائيل الذي هو يعقوب نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله ، ومع ذلك لا ينفعهم هذا النسب ، والمسلمون في قولهم (
(اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد ) يريدون بذلك أتباعه على دينه ، أويريدون الصالح من أهل بيته ، ولا يدخل في ذلك من كفر منهم ومن عصى من الأولين والأخرين . والله أعلم .
الأديب عبدالله بن محمد بن خميس