الدويش للعريفي: لو أعلم كلمة أعظم من الخيانة لرميتهم بها ولا كرامة
هاجم الشيخ سليمان الدويش في مقال له أمس منتقدي الشيخ محمد العريفي، وذلك بعد خطبته التي هاجم فيها بعض كتاب الصحف.
لروتحدث الشيخ سليمان الدويش في بداية مقاله قائلا : والله لو أعلم كلمة أعظم من الخيانة في مدلولها, وأعمق في معناها, لما ترددت في وصفهم بها, وذلك لأنهم استحقوها بكل جدارة, بل ولجوا للخيانة من كل جهاتها, وأمسكوا بتلابيبها ألا تفِرَّ منهم إلى غيرهم, حيث خانوا الدين بعدم نصرته, وعدم توجيه الناس للتمسك بأحكامه, وأخذ ما أتاهم منه بقوة، وإنما شغبوا على شريعة الله, ورققوها في نفوس الناس, وأخضعوها للأهواء, وتأولوا النصوص بالباطل, وعارضوها بالواقع المخالف, وجعلوها تبعاً للقوانين الدولية الطاغوتية, وفسروا كلمة التوحيد بما يهدم أصلها, وأذابوا قضية الولاء والبراء, وناصروا الكافر, وتلطفوا له, وكرهوا تسميته بذلك, فصاروا يسمونه الآخر, وجعلوا من يُعَبِّد الناس لربهم غرضاً لسهامهم, وخانوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بالقول عليهما بلا علم, وعدم الاحتكام إلى حكمهما, وعدم الرضوخ له والتسليم.
وأضاف : حكموا أقوالهم لعقولهم الفاسدة, وما وافق ما تهواه نفوسهم قبلوه, وما خالفها هجروه تحت شبهة "النصوص حمالة أوجه" , و"الدين يسر", وهكذا.
وقال: كما خانوا الأمة بعدم تبني قضاياها الحقيقية, وبعدم توجيهها إلى ما ينفعها, وبعدم النصح لها, بل انكبوا يكيدون للأمة من خلال الإلهاء والإغواء والصد, وفتح الجبهات على قضايا شرعية, يتم تصويرها بفجور بيِّن على أنها ليست من الشريعة, وإنما هي من تشددات ووساوس من يصفونهم بـ"الإسلامويين", كوصفهم الاحتساب بالفوضى, ووصفهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتعدي على الحريات, وتسميتهم سد الذرائع بالانغلاق, وتسميتهم الالتزام بالشريعة بالتشدد, وتسميتهم بغال الليبرالية بالتنويريين والمثقفين, ووصفهم الاختلاط بالسائد, وتسميتهم الحجاب أغلالاً, وتسمية السخرية بالسنن, وبعض مظاهر الشريعة, بنقد ممارسات المتشددين, وغير ذلك من القضايا, التي أشغلوا الدنيا بها, وشوهوا حقيقتها, ووقفوا على الضد تماماً, وصوروا مظاهر الفتنة والفساد, ومحافل السوء والسفاهة بأنها منابر للحرية, وأنها نبض هموم الشارع, وأن القائمين عليها قدوات الأمة, ورجال التأثير, وحملة الفكر النيِّر, حتى ولو كانوا ممن يشتمون الله, وينتقصون قدسيته عياذاً بالله.
مضيفاً أنه لا يمكن لنفسي أن تقبل بوصف أقل من الخيانة, لمن ينشر لكاتب ينال من كلمة التوحيد, أو يسيء إلى رموز الأمة العظام, كأبي بكر الصديق رضي الله عنه, أو يطعن في مسلمات الشريعة, أو يسخر من مقام ورثة الأنبياء, أو يكذب على الأخيار, أو يلمزهم بالتخلف والرجعية والظلامية والتشدد.
كما لا يمكن لنفسي أن تقبل بوصف أقل من الخيانة لمن يعتذر للكفار, مما يزعم أنها إساءة وقعت لهم من المسلمين, وهو كاذب في أصل التهمة, فليس ثمة إساءة, ولا موجب للاعتذار, إلا أنه أراد بخيانة للحقيقة أن يُشوه صورة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.
وأردف: كيف لا أسمي من يُصدِّر من يعتدي على الذات الإلهية, بروايات إباحية إلحادية كفرية, أو قصائد حداثية تنضح بالزندقة, ويصفه بالمفكر, وتارة بالمثقف, وأخرى بالتنويري, كيف لا أسميه خائناً ولا أعلم تحت أديم السماء أحق بهذا الوصف منه, وممن صدَّره , ومن هو على مثل ما هم عليه.
وعن خطبة العريفي قال: لم يتجاوز الدكتور محمد العريفي في شيء, بل إنني أرى أنه جاء ببعض الحقيقة, وإنما شغب عليه من شغب, إما لجهله بحقيقة ما يدور, أو لرغبته في تقديم دالة يدلي بها على سين من الناس, أو لأنه أراد دفع الخيانة عنهم, بعد استحقاقهم لها بما كسبته أيديهم, فهو لم تكفه خيانتهم بل رام أن يكون لهم خصيماً, وعنهم مجادلاً, وأما ما تضمنته خطبة العريفي من حديث عن مسالك مرذولة لبعض الخونة, ومبتغي الفتنة, فإن حقيقتها لم تعد تخفى على متابع الآن, بل لقد أخرج الله قيحهم, وأظهر دغلهم, وبدأت أوراق التوت تتساقط عن عورات مخزية, وها هم البغال يكتبون كل يوم ما يؤكد هذا العفن بوضوح, وما سنراه في قابل الأيام أشد فضيحة وخزياً, ناهيك عمَّا تعلمه بعض الجهات عنهم من التخابر والمصالح المشتركة, وليس أقلها من باعوا ذممهم بكأس خمر أو غانية أو بهما معاً, أو بلعاعة من مال أو نحوه, وفي ردهات السفارات وبعض الملتقيات وشقق الحرية الحديثة, ما يؤكد حقيقة هذا العفن والخيانة, وهذا الحال المزري وللأسف هو المستنقع الذي يصارعون ليكون سائداً في مجتمعنا, وأنى لهم ذلك بحول الله وفينا عين تطرف.