خطأ طبي يمنع شاباً من الدراسة وقيادة السيارة
اشتكى الشاب سعود محمد العجمي من خطأ طبي تعرَّض له في أحد المستشفيات الحكومية بمدينة الرياض في أعقاب حادث مروري؛ حيث سبّب له ذلك الخطأ إعاقة أصبح لا يستطيع بعدها الدراسة أو العمل، أو حتى قيادة السيارة.
وقال العجمي في حديث "قبل ثلاث سنوات تقريباً أصبحت أشعر بألم في رأسي وصداع شديد لدرجة أني عندما أسمع الأصوات أو أرى النور أشعر بالألم مباشرة؛ فذهبت مباشرة لأحد أشهر المستشفيات الحكومية بالرياض، وشخَّص الطبيب حالتي بورم سرطاني حميد، يحتاج إلى عملية سحب السوائل في النخاع، وعملية استئصال للورم".
وأردف العجمي: "وقَّع إخوتي ورقة الموافقة على إجراء العملية، وفي أثنائها خرج الطبيب لإخوتي قائلاً: إن الورم خطير، ولا بد من أخذ عيِّنة وزرعها في المستشفى، فإذا نفع العلاج الكيماوي والإشعاعي نعتمده، وإذا لم ينفع فلا بد من استئصال الورم".
وأضاف: "عاد الطبيب وقال: إنه نجح، وسيُجرى لي العلاج الكيماوي ثم الإشعاعي، لكنه لم يستأصله، حيث كان حجمه 2.5 في 3 تقريباً، وبعدها بأيام عدة خرجتُ من المستشفى، وحدثت لي تشنّجات لمدة قاربت 20 يوماً؛ نظراً لسوء حالتي الصحية، ونُقلت إلى المستشفى الذي تكفّل بإعطائي الكيماوي، وأخذت أول جلسة في موعدها المحدّد، ثم تلتها الجلسة الثانية التي تأخّرت في أخذها 14 يوماً؛ بحجة عدم وجود سرير". موضحاً أن وزارة الصحة قالت: إن تأخير يوم واحد بحجة عدم وجود سرير يُعتبر خطأً طبياً.
وأردف: "ثم تلتها الجلسة الثالثة متأخّرة ثلاثة أيام أيضاً بالحجة نفسها، والغريب أنهم لم يُجروا إشاعة لي بين الجلستَيْن الأولى والثانية، بينما أجروها قبل الجلسة الثالثة".
وأضاف: "بعد الإشاعة الثالثة صُدم الطبيب السعودي حين رأى أن الورم كبر إلى أن وصل إلى 6 في 4.5 تقريباً، ثم هدّدوا والدتي وخوّفوها بأن الورم ليس له علاج، وأنهم غير مسؤولين عن الورم الحاصل، وذلك لخوفهم من أن ترفع والدتي شكوى عليهم، وأكّد الطبيب أن الورم لا ينفع معه الكيماوي رغم أن الطبيب الأول قال: إن الكيماوي والإشعاعي ينفع".
وتحدّث العجمي: "توجّهت لمستشفى الملك فيصل التخصصي؛ لاستكمال العلاج، وقرَّروا أن أدخل ست جلسات إشعاع، ثم زادوها إلى 30 جلسة؛ بسبب كبر الورم، وبدأ الورم تموت خلاياه، لكنه ظلّ موجوداً ككتلة بداخل الدماغ؛ ما سبّب لي إعاقة، وأصبحت لا أستطيع الدراسة ولا العمل، ولا حتى قيادة السيارة".
وطالب سعود بمحاسبة المتسبّبين في الخطأ الطبي الذي حصل له والإهمال، وكذلك طالب بالعلاج لمرضه المستعصي الذي لم يجد له حلاً، كما طالب بتعويض معنوي ومادي؛ من جرّاء ما حصل له ولعائلته.
وذكر التقرير الطبي أن العجمي يعاني أيضاً مشاكل في النسيان الكامل ونقص في الوعي والإدراك؛ ما أدّى إلى فقدانه مكانه بجامعة الإمام محمد بن سعود، ويعاني إعاقة ورم خبيث بالرأس وعدم اتزان