حقَّق لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الرابعة في تاريخه
"البرشا" بطل كل الأزمان.. بثلاثية في شباك "المان"
أحرز برشلونة الإسباني لقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بفوزه 3-1 على مانشستر يونايتد الإنجليزي في المباراة النهائية باستاد ويمبلي في لندن أمس السبت.
وتقدّم بطل إسبانيا بهدف عن طريق بيدرو في الدقيقة 27، لكن وين روني تعادل ليونايتد بعد سبع دقائق. وسيطر برشلونة تماماً على اللعب في الشوط الثاني، وتقدّم مجدداً بهدف للأرجنتيني ليونيل ميسي من تسديدة أرضية من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 54، وحسم ديفيد بيا النتيجة لمصلحة برشلونة بهدف رائع في الدقيقة 69؛ ليقود الفريق الكاتالوني للفوز بلقبه الرابع في المسابقة القارية.
وقدّم الفريقان عرضاً ممتعاً، أعاد إلى الأذهان ذكريات المباراة النهائية بين الفريقَيْن عام 2009، وكان مانشستر هو الأفضل في بداية اللقاء، لكن برشلونة كان البادئ بالتسجيل في الدقيقة العاشرة قبل أن يسيطر على مجريات اللعب.
ولكن الفارق أن برشلونة سيطر على مجريات اللعب في مباراة اليوم بعد الدقائق العشر الأولى، وسجّل هدفه في منتصف الشوط قبل أن يتعادل مانشستر يونايتد.
ودافع برشلونة مجدداً عن أسلوبه في الأداء، الذي يبحث عن اللعب الجمالي والتمرير المتقن والاستحواذ على الكرة، رغم أنه يتنافى مع مبدأ معظم الفِرَق في التعامل مع المباريات النهائية؛ حيث يأتي الفوز دائماً في مقدمة الأهداف على حساب الأداء الجمالي.
وبدأت المباراة بضغط هجومي من مانشستر يونايتد بغية هز شباك برشلونة مبكراً، ولكن دفاع برشلونة نجح في التصدي لحماس البداية على الرغم من الثقة الزائدة في أداء لاعبيه.
وشكّل المكسيكي خافيير هيرنانديز "تشيتشاريتو" والإكوادوري أنطونيو فالنسيا مع رأس الحربة واين روني إزعاجاً شديداً لدفاع برشلونة في الدقائق الأولى.
وظن هيرنانديز أن الفرصة واتته في الدقيقة السابعة عندما وصلت إليه داخل منطقة جزاء برشلونة، ولكن الحكم أشار بوجود تسلل قبل أن يُطلق اللاعب الكرة فوق عارضة مرمى برشلونة.
وفي الدقيقة التالية مباشرة سنحت الفرصة لروني إثر كرة طولية كان في طريقه لتسديدها أو الانفراد بها، ولكن فيكتور فالديز حارس مرمى برشلونة خرج إلى حدود منطقة الجزاء؛ ليبعد الكرة بقبضة يده من خلف مدافعيه وقبل أن يستحوذ روني على الكرة.
وشهدتْ الدقيقة العاشرة فرصة أخرى خطيرة لمانشستر إثر تمريرة طولية حاول جيرارد بيكيه إعادتها إلى فالديز تحت ضغط من روني ودون الالتفات لتقدم فالديز أمام مرماه، لكن التوفيق حالف الأخير؛ فأبعد الكرة من حدود منطقة الجزاء.
وبعد سيطرة مانشستر الهجومية في الدقائق العشر الأولى من المباراة بدأ برشلونة في فرض أسلوبه في التمرير المتقن والاستحواذ على الكرة.
وسنحت أول فرصة لبرشلونة في الدقيقة 11 بعد هجمة منظمة وصلت فيها الكرة إلى ديفيد فيا، ولكن ريو فيرديناند أبعد الكرة بخبرته إلى ضربة ركنية لم تُستغل.
وأبعد دفاع مانشستر الكرة من أمام ميسي داخل منطقة الجزاء في الوقت المناسب قبل تسديدها، وارتدت الكرة إلى هجمة إنجليزية سريعة قبل أن يبعد الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو الكرة من أمام روني في الوقت المناسب.
وترجم برشلونة تفوقه إلى هدف التقدم في الدقيقة 27 عندما مرر تشافي صانع ألعاب الفريق كرة ماكرة إلى بدرو على حدود منطقة الجزاء ليهيئ بدرو الكرة لنفسه ويسددها من داخل المنطقة إلى داخل الشباك على يسار فان دير سار.
وفي غفلة من دفاع برشلونة في الدقيقة 34 سجل مانشستر هدف التعادل إثر تبادل للكرة بين المخضرم رايان جيجز الذي يُشتبه في تسلله وروني الذي سدد الكرة مباشرة إلى داخل الشباك على يمين فالديز؛ ليعيد المباراة إلى نقطة البداية.
وفرض دفاع مانشستر يونايتد رقابة لصيقة على ميسي، وصلت إلى حد الخشونة أحياناً، ولكن الحكم اكتفى بالتحذير الشفهي لفالنسيا بعد تدخل قوي مع ميسي في الدقيقة 41.
وكثف برشلونة من هجومه في بداية الشوط الثاني ولكن مانشستر واصل اعتماده على التكتل الدفاعي؛ ففشلت محاولات ميسي وبدرو وتشافي وفيا في اختراق هذا الدفاع؛ ما دفع تشافي لتجربة التسديد من خارج المنطقة، لكن الكرة ارتطمت بالدفاع وخرجت إلى ركنية لم تُستغل جيداً.
وحاول روني استغلال إحدى الهجمات المرتدة لتشكيل خطورة على المرمى الكاتالوني، ولكن بيكيه تعامل مع الهجمة بحرص شديد، ونجح في الحصول على ضربة مرمى.
ولكن الحظ حالف ميسي في الدقيقة 54 عندما تلقى تمريرة من أندريس إنييستا؛ فتقدم بالكرة خطوتين ثم أطلقها بيسراه من خارج قوس منطقة الجزاء في حراسة إيفرا؛ لتتهادى الكرة إلى داخل الشباك على يسار فان دير سار.
ونال داني ألفيش إنذاراً في الدقيقة 60 للخشونة، كما نال مايكل كاريك إنذاراً في الدقيقة التالية للخشونة مع إنييستا.
وتصدى فان دير سار لهدف مؤكد لبرشلونة عندما حصل ميسي على الكرة إثر تمريرة من إنييستا في الدقيقة 63؛ ليستدير النجم الأرجنتيني الشاب مراوغاً دفاع مانشستر قبل اختراق منطقة الجزاء وتسديد الكرة زاحفة قوية، تصدى لها فان دير سار قبل أن يشتتها الدفاع.
وأبى ديفيد فيا أن تضيع كل هذه الفرص هباء من برشلونة؛ فسجّل الهدف الثالث للفريق في الدقيقة 69؛ ليترجم به هجمة رائعة للفريق الكاتالوني، تلاعب فيها ميسي وبدرو بدفاع مانشستر قبل تمرير الكرة إلى فيا الذي سددها مباشرة من خارج منطقة الجزاء في زاوية صعبة للغاية على يسار فان دير سار.
وهدأ إيقاع اللعب في الدقائق التالية رغم وجود بعض المحاولات من لاعبي الفريقين لتسجيل مزيد من الأهداف.
وفشلت تغييرات فيرجسون في إعادة فريقه إلى المباراة، خاصة مع تراجع مستوى خط الهجوم أمام يقظة دفاع برشلونة وحارس مرماه فيكتور فالديز.